في ليلة شتاء ممطرة
في ليلة شتاء ممطرة
ذات ليلة من ليالي الشتاء الممطرة ذات النسمات الباردة وبينما أنا جالسة بجانب المدفأة لابسة جواربي الثقيلة الجميلة وأرتدي وشاحي الأحمر ممسكة بكتابي وأحتسي مشروبي الساخن اللذيذ ، وأثناء اندماجي وسط طقوسي هذه ، إذ بها تشتد رشات المطر في الهطول أوقفت قراءتي وذهبت مسرعة نحو النافذة انظر للمطر واستمع لصوت زخاته الشجي و أتأمل قطراته المتسارعة تهطل ، ورائحته الجميلة تفوح في الأرجاء حين تمتزج قطرات المطر بذرات الهواء وما هو عالق بها من أتربة لينتج رائحة جميلة ومميزة ،وبينما أنا مندمجة تماما وأتأمل المنظر أحسست بأني ذهبت لعالم آخر عالم جميل وغريب بشعور مميز ولحظتها لم أوثق ذلك بالتصوير أحببت أن أعيش اللحظات بتفاصيلها .
يااااه استغرب كم يسعدنا سماع زخات المطر فحين تمطر ونتهافت نخبر بعضنا ونتسابق لنراه ونلعب تحته ، كنت أظن أنه فقط و أنا طفلة يسعدني ويبهج قلبي و أنه سيزول هذا الشعور حين أكبر ، لكني تفاجأت أنه مازال من أجمل أسباب سعادتي التي لا أكتفي أن أفرح بها في وقتها بل انتظرها دائما بشوق ولهفة ، وما أن تمطر لاحقا حتى أفيض فرحا من جديد ، ولاحظت أني لست وحدي بل الكثير من حولي كبارا وصغارا نفس اللهفة ، تعجبت كيف لذرات ماء وصوت وقعها على الأرض والرائحة التي تنبعث في الأرجاء بعد سقوطها كيف لها أن تملأ القلوب والكون كله سعادة وفرح وحياة !
فلك الحمد يا الله على هذه النعمة التي تسعدنا وتسعد قلوبنا كبارنا وصغارنا ، في كل مرة تمطر أشعر بذات الشعور الجميل والمليء بالبهجة والذي أرى به الكون يتراقص فرحا .
الجميل في هذه التدوينة أني وأنا اكتبها مستمتعة بتفاصيلها الجميلة زادها جمالا أنها تمطر فعلا في الخارج! يا إلهي كم هي مميزة هذه التدوينة .
تعليقات
إرسال تعليق